أخر الاخبار

كيف نحمي الطبيعة من التلوث| ودور طبقة الأوزون في حماية الغلاف الجوي

الطبيعة: هي البيئة الطبيعيّة أو المحيط الذي يحتوي على جميع ما خلق الله عز و جل فيها من الكائنات الحية النشيطة المتحركة كالإنسان, و الحيوان و النبات و الهواء, و الضوء و الماء, و الكائنات الغير حيّة الجامدة ;كالجبال و التربة. و هذه الكائنات من البيئة التي خلقها الله لنا لنحيا فيها حياة آمنة و سعيدة, فكيف نحمي هذه الطبيعة من الملوثات التي تهددنا يوميا. و كيف نحافظ على طبقة الأوزون التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من الغلاف الجوي الذي يحمل في طياته ذلك الهواء النقي الذي نستنشقه.  


المحافظة على الطبيعة فضيلة أخلاقية


المحافظة على الطبيعة من التلوث فضيلة أخلاقية

لقد أبدع الله سبحانه و تعالى في خلق هذه الطبيعة الرائعة. تكريما للإنسان, و سخرها له للعيش فيها بسعادة و رخاء, متأملا في لوحاتها الفنية الاعجازية لمعرفة ربه و توحيده قال الله عز و جل: ***((الله الذي رفع السماوات بغير عَمدٍ ترونها ثم استوى على العرش و سخر الشمس و القمر كل يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون))***. من سورة الرعد.

تحميدا و إجلالا لعظمة الخالق, وجب على الانسان المحافظة الطبيعة, من الزوال ليعيش فيها بشكل طبيعي و صحي, و في موضوعنا اليوم, سنتطرق للأسباب و العوامل الكفيلة التي نحافظ بها على الطبيعة, مع ذكر المشاكل التي تؤدي لانهيارها. من ملوثات بيئية تنعكس سلبا على صحة الانسان.

ثقب طبقة الأوزون:

طبقة الأوزون
ثقب طبقة الأوزون

طبقة الأوزون: هي من إحدى الطبقات التي يتألف منها الغلاف الجوي للأرض; عبارة عن كتلة غازية تقع في أسفل طبقة الستراتوسفير و التي تسمى أيضا بطبقة الصفائح, ذات لون أزرق تتكون من جزيئات الأوكسيجين الثلاثية الغير مستقرة, و هي مادة كيميائية تتكون من نفس العدد من الذرات. بحيث يتحول فيها جزء من غاز الأوكسيجين الى غاز الأوزون بتأثير من الأشعة فوق البنفسجية الضارة, التي تصدرها الشمس في إشعاعاتها.


 فطبقة الأوزونتعمل على حمايتنا والطبيعة من هذه الأشعة الخطيرة عن طريق امتصاصها, و عدم وصول موجاتها بتركيز كبير الى سطح الأرض التي نعيش فيها.


أضرار أشعة الفوق بنفسجية  

تسبب خلل في جهاز مناعة الانسان, و تتسبب في سرطان الجلد, و إعتام العين و تؤذي البيئة مسببة الانحباس الحراري. و تؤثر على النبات و نقص في المحاصيل الزراعية. 


أُكتٌشف ثقب طبقة الأوزون في سنة 1985, فوق القطب الجنوبي للأرض من جراء عدة عوامل; تسببت فيها مصانع الانسان كمساحيق التجميل ذات الرذاذ, و الملوثات التي وصلت الى طبقات الجو العليا, وعملت على تدمير طبقة الأوزون فألحقت بها ثقبا ينفذ من خلاله المواد المشعة الفتاكة, كغازات كلوروفلوروكاربون  CFCS, الذي يحتوي على مركبات المبيدات الحشرية المؤذية للطبقة.


اتخذت تدابير تبعث الطمأنينة في نفوس العامة. من طرف علماء البيئة التي تحرص على حمايتها, كالتقليل من الرشاشات المبيدة للحشرات التي بها غازات ضارة, و وقف انتاج غاز CFCS فورا.

 من بين الدول التي عمدت على ذلك: الولايات المتحدة الأمريكية, و كندا, و السويد, و النرويج, و يتوقع علماء البيئة أن ثقب طبقة الأوزون سيختفي تدريجيا مع حلول سنة 2050.


أسباب التلوث: 

الافراط في استخدام المبيدات الكيمياوية الزراعية و الحشرية, و الدخان المنبعث من المحروقات كالسيارات, و طرح الغازات السامة في المناطق الصناعية, رمي النفايات في مياه البحار و المحيطات. التي تلوث المياه و تؤدي الى موت الكائنات الحية كالأسماك التي تعيش في البحار و البرمائيات, بالمستنقعات و الأودية كما هو موضح في الصورة التالية:


النفايات
النفايات

سجائر التدخين الفتاكة لصحة الانسان المدخن و غير المدخن, التي تزيد من تلوث البيئة و المحيط , خاصة الأشخاص الذين لا يدخنون و يكونون قريبا من الإنسان المدخن هم أيضا معرضين لأضرار التدخين.


الاستعمال المفرط للمكيفات الهوائية ليلا و نهارا. فبالرغم من أنها وسيلة لمقاومة حرارة الصيف في البيوت إلا أنها تزيد من ارتفاعها خارج المنازل.


قطف الأنواع النادرة من الزهور و النباتات, و الأشجار التي تساعد على تلطيف الجو و حماية الطبيعة, و طرح الأوكسيجين و امتصاص ثاني أوكسيد الكربون.


تعرض مساحات الغابات الشاسعة الى الحرق المكثف و عدم السيطرة على حرائق الغابات باحترافية و هذا من الأسباب المدمرة للبيئة و الطبيعة و ضياع الثروة الغابية.


أهم الطرق لحماية الطبيعة من التلوث

و تبدأ أولا: بالهواء النقي الذي نستنشقه, و لضمان حمايته من التلوث لا بد من اتباع خطوات مهمة. تبدأ من البيت كدهن جدرانها بدهان لبن الشجر و ملحقاته من الأثاث, لأن الدهان الزيتي يطلق أبخرة هيدروكربون.


عدم التعبئة الزائدة لخزانات الغاز; لأنه يعمل على تفريغها منه و إطلاق الهيدروكربونات, و المواد الكيميائية السامة لتنتشر في الهواء.

 

 عدم حرق الأوساخ في ساحة المنزل, أو الساحات العمومية, أو بالقرب من السكان لأن دخانها يلوث الهواء, و يؤثر على الجهاز التنفسي و الحساسية.


زراعة الأشجار التي تمتص ثاني أوكسيد الكربون, التنقل الجماعي للأشخاص عن طريق الحافلات, أو التنقل الفردي باستعمال الدراجات الهوائية قدر الإمكان, لأن الازدحام المروري للسيارات, هو من الأسباب و العوامل المباشرة للتلوث البيئي, جراء الضباب الدخاني.


ثانيا: حماية الماء, شريان الحياة البشرية الذي به نحيا **(( و جعلنا من الماء كل شيء حي))**. من التلوث و يكون بالحفاظ على المجاري المائية عن طريق التخلص من الزيت الزائد, أو الكيماويات المتناثرة على الأعشاب لكي لا تنتقل الى مجرى المياه و تلوثه.

استخدام الأسمدة الطبيعية العضوية, و الحرص على سقي النباتات في الصباح الباكر حتى تمتص الماء. و لا يتبخر مع بداية انتشار الحرارة.


عدم وضع المواد الخطرة في سلة النفايات, كالمبيدات الحشرية, و المواد الكيميائية, و الدهانات, و بطاريات السيارات العديمة الاستعمال و الزيت المستخدم, بل يجب التخلص منها بعيدا عن الحاويات المخصصة للنفايات, و ذلك بتكليف فرق تابعة للمشرفين على حماية البيئة المعتمدين من طرف الحكومة.


استخدام ميزان رقمي حراري, بدلا من ميزان الحرارة الزئبقي, لأن الزئبق يلوث الطبيعة و يسبب مشاكل صحية للإنسان.


ألواح الطاقة الشمسية

تعد الألواح الشمسية من وسائل الطاقة البديلة في العصر الحديث, و هي طاقة متجددة لا تنفذ و هي جيدة من الوسائل التي تحافظ على البيئة, تعمل على تحويل أشعة الشمس الى طاقة كهربائية, يمكن استغلالها كطاقة بديلة في عدة حاجات بعد تثبيتها على سطح المنزل. و لها فوائد في التدفئة كتسخين الماء الى غير ذلك..


أهم الوسائل المتبعة للحفاظ على الطبيعة

النظافة من الايمان; ليست مجرد شعار يكتب في اللافتات و الألواح. لابد من التطبيق الصارم لنظافة المحيط . والجميع يسعى و يجتهد لنظافة كل ما يحيط به, و ذلك بإيجاد جيل مسئول قادر على القيادة, و نشر التوعيّة القصوى, فنحن كمسلمين, نشعر جيدا بهذه المسئولية و هي الحفاظ على النعم من الزوال, لأن الله سبحانه و تعالى أمرنا بذلك قائلا: **((و آتاكم من كل ما سألتموه , و إن تعدّوا نعمت  الله لا تحصوها, إن الإنسان لظلوم كفَّار ))*.


الانسان صديق الطبيعة, و الحفاظ عليها دليل على الوعي و الثقافة. التي يحظى بها أهلها الذين يعيشون فيها, و جمال الطبيعة يجلب السوّاح للتنزه و التمتع بمناظرها الخلابة, و اكتشاف أسرارها لذا وجب حمايتها بجميع الطرق و الوسائل المتاحة.


نشر الوعي بين عامة الناس للحفاظ على البيئة, بإشراف من الجهات الوصية و المختصة. عن طريق توزيع كتب و منشورات تعليمية وتوعوية, تحفز الجميع على الحد من مخاطر تلوث البيئة, و تخصيص دروس في المدارس و الجامعات حول البيئة, و طرق الحفاظ عليها.


النظر من طرف مصالح حماية البيئة و العمران, و كل البلديات في البناءات المخالفة الفوضوية. التي تهدد سلامة السكان و التي تستغل المساحات الخضراء و الأماكن الطبيعية, و عدم منح التراخيص لاستغلالها.


الحفاظ على الحيوانات, و لا سيما النادرة منها بمنع الصيد العشوائي, لكي لا تنقرض لأنها تعد جزء لا يتجزأ من مكتسبات الطبيعة عن طريق تحديد مساحات و مناطق جغرافية, على شكل محميات طبيعية مخصصة للمحافظة على الموارد البيئية المتجددة, و تطبيق قوانين تنظيمية جيدة للحفاظ عليها, و على ضمان بقاء و استمرارية سلالتها. تشرف عليها هيئة مسئولة كمحافظة الغابات.


وضع قوانين تنظم رعي المواشي في مناطق محددة, و القضاء على الرعي العشوائي.


سن قوانين لمنع قطع الأشجار, أو رمي النفايات, و تحديد عقوبات ردعية لمن يقوم بذلك, و التشهير بها عبر وسائل الاعلام.


تنظيم إعلان عن المناطق الفارغة الخصبة المؤهلة لزراعة النباتات و الأشجار, التي تتناسب و الظروف البيئية. في هذا المكان لمن أراد استغلالها, أو تنظيم حملات تطوعية لغرس الأشجار و الأزهار خاصة عند فئة الأطفال, و اطلاعهم على أهمية هذه النباتات و الأشجار في تنقية الجو من ثاني أوكسيد الكربون, و توفير الأوكسيجين, و أيضا أهمية الأشجار في منع انجراف التربة.

عدم حرق النفايات لأنها من أهم مصادر التلوث, بل يجب إيجاد حلول بديلة للتخلص منها; كإعادة تدويرها مثل الأوراق و العلب, و مادة البلاستيك. و أفضل طريقة في ذلك هي فصل حاويات النفايات في الشوارع, بجعل حاويات مخصصة للأوراق, و أخرى لفضلات المطبخ , و أخرى للزجاج و البلاستيك.


 فهذه الطريقة الرشيدة; تسهل في عملية إعادة تدويرها, و بالتالي نقلل من استنزاف المواد الطبيعية, و نقضي تماما على النفايات المتراكمة على سطح الأرض.


الحفاظ على المياه بعدم تبذيرها, و حماية الماء الصالح للشرب من التلوث و ذلك بفصل المياه العادمة عن آبار المياه الجوفية.


زراعة الأشجار ذات المناظر الجميلة في الشوارع, و الورود و الأزهار الجميلة. باستغلال المساحات الخضراء, و بناء الحدائق العامة داخل المدن, و تزيين الأماكن العامة التي يرتادها  الناس خاصة العائلات مع أطفالهم. و لضمان راحتهم ينبغي الاهتمام بإيجاد بيئة هادئة خالية من الفوضى, و الأصوات المزعجة التي تؤدي الى مشاكل صحية على الكائنات الحية في تلك البيئة.


إنشاء قنوات صحية متطورة لصرف المياه, و الفضلات القذرة بعيدا عن المدينة, و منع التسربات لها لأن رائحتها الكريهة تسبب الأمراض لصحة الانسان و تتسبب في تلويث التربة.


الحرص على نظافة المكان الذي يعيش فيه الانسان, بدءا ببيته, ثم المدرسة, أو الشارع, و الحدائق العامة, و أماكن العبادة, و غيرها بجمع النفايات و القمامات بطريقة سليمة, و حملها من طرف شخص بالغ و وضعها في الحاوية.


غرس الأشجار على حافة الأرصفة و الطرقات, و زيادة المساحات الخضراء من خلال كثرة الأشجار و الزهور, التي تزيد من جمال الطبيعة.



غرس الأشجار لحماية البيئة


عدم استعمال النار إلا لضرورة أثناء التنزه في الأماكن الغابية, تفاديا لنشوب الحرائق, و يجب إطفاؤها و عدم ترك العوامل التي تؤدي الى الاشتعال و قوع أضرار بالبيئة.


التقليل من استخدام المنظفات الكيميائية, و الابتعاد عن الملوثات الجوية; مثل رش المبيدات الكيميائية على الأشجار, والمبيدات الحشرية, و محاولة استبدالها بمنظفات طبيعية عضوية, بالاعتماد على الوسائل التقليدية مثل زبل الأغنام (الغبار). الذي يعتمد عليه الفلاحون في بساتينهم, مع ابعاد الفضلات السامة عن التربة الخصبة, المهيأة للحرث و الزراعة من أجل الاستهلاك البشري.


الإسلام و الطبيعة

لقد جعل الله الانسان خليفة له على هذه الأرض الطيبة, و سخّرها له مصداقا لقوله عز و جل:**((و إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ))**. فالإنسان مسئول عن هذه الأرض الطيبة, لأن الله ميّزه عن المخلوقات الأخرى بكرامة العقل, و بالتالي محرم عليه أن يسعى لخراب الطبيعة, أو يتصرف فيها كما يحلو له, كأن يسعى لوضع تجاربه الكيميائية, و النووية الخطيرة التي تهلك الحرث و الزرع, و قتل الكائنات الحية البريئة, بل يجب عليه أن يعمرها, و يساهم في خيراتها و يحمد الله على هذه النعمة, و ديننا الإسلامي يحثنا على المحافظة على البيئة و نظافة المحيط في القرآن, و في هدي الرسول صلى الله عليه و سلم.


روى الشيخان عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : *** ما من مسلم يغرس غرسا , أو يزرع زرعا , فيأكل منه طير أو إنسان , أو بهيمة , إلا كان له به صدقة ***.


لقد حرص الإسلام و بشدة على المحافظة على الأشجار, و نهى عن قطعها حتى في حالات الحرب فكان النبي الكريم صلى الله عليه و سلم يوصي المسلمين بألا يقطعوا شجرة في الحروب و الغزوات, وأمر بزراعة الأراضي و استصلاحها, لأن الأشجار و الغطاء النباتي يساعد على تحقيق توازن بيئي.


المحافظة على الماء, فأهمية الإسلام للماء واضحة حيث قال الله عز و جل: **(( و جعلنا من الماء كل شيء حي ))** جعل الله من الماء حياة لكل شيء في هذا الكون حتى الجماد, بل تنعدم الحياة دون ماء, و لهذا حث الإسلام على المحافظة على الماء و عدم الاسراف فيها حتى لو توفرت بشكل كبير, ناهيا عن تلويثها بأي شكل, كالتبول فيها. فعن ابي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ***لا يبولن أحدكم في الماء الراكد , ثم يغتسل منه ***.


كما حث النبي صلى الله عليه و سلم على إماطة الأذى فلا يجوز للمسلم الحق أن يلقي الأوساخ في الطريق أو أن يحافظ على نظافة بيئته و لا يتسبب في أذى الآخرين ***لا ضرر و لا ضرار***.

تعليقات

اعلاان




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-