الرجفان الأذيني: هو أحد الحالات المرضية الشائعة على مستوى القلب; عبارة عن رفَّات و ضربات, سريعة عشوائية غير منتظمة, على مستوى الأذينين في التجاويف العلوية للقلب, فيقع الاختلال في عملية الانقباض و الانبساط, و عدم التنسيق مع حجرة البطينين السفلية لعضلة القلب. و ينحصر الدم في غرفة الأذينين, وتتأثر وظيفة ضخ الدم الى باقي الجسم, و حدوث مخاطر صحية.
 |
| رجفان القلب الأذيني |
أقسام رجفان القلب الأذيني
نوبات الرجفان الأذيني , تنقسم الى عدة حالات حسب التشخيص الطبي. قد تكون مستديمة و خطرة و أحيانا تزول لوحدها, و أقسامه هي:
أولاً: رجفان أُذيني عابر
و هو رجفان أذيني مؤقت, أو موسمي يأتي على شكل نوبات, إذ تنحرف فيه ضربات القلب عن إيقاعها المنتظم والمعتاد لبضعة دقائق, أو مرات لا تتجاوز الأسبوع. ثم تزول هذه الحالة, و قد لا يتطلب علاج لها, و لكن تبقى الحالة تحت المراقبة الطبية ريثما تزول, يصاب بها الأشخاص الذين هم بصحة جيدة الذين قد يفرطون في شرب الكحوليات, و السهر ليلا, أو الإصابة بالضغوطات النفسية الحادة المفاجئة.
ثانيًّا: رجفان أذيني مستمر
يدوم لفترة طويلة تتجاوز العام, و لا يزول من تلقاء نفسه, بل يلزم علاجه بالأدوية التي يصفها طبيب القلب بعد التشخيص, لتقويم نظم القلب, أو يلجأ الى معالجة المصاب بجهاز إزالة الرجفان, عن طريق الصدمات الكهربائية المساعدة لعملية الانقباض, و الانبساط للقلب.
ثالثاً:رجفان أذيني مزمن
وهي الحالة الخطرة; لأنها مستديمة لبقاء الرجفان الأذيني مدى حياة المصاب, و يلجأ فيها الطبيب لتحديد العلاج على المدى الطويل لتجنب السكتة القلبية, أو إجراء العملية الجراحية.
أعراض الرجفان الأذيني
أعراض الرجفان الأذيني الغالبة; هي ضربات القلب بشدة , وضيق في التنفس يصاحبه شعور بألم في الصدر, يتصف بالحالات التالية:
- -/انخفاض في ضغط الدم و الشعور بالوهن و التعب الشديد و الضعف العام في الجسم .
- -/عدم التحكم في توازن الجسم أثنا المشي و الشعور بالدوران و الدوخة يصاحبه الارتباك.
- -/عدم القدرة على ممارسة الرياضة أو أي نشاط حركي للجسم.
إذا ظهرت هذه الأعراض,يجب التوجه مباشرة الى طبيب القلب للفحص و المعاينة. باستعمال جهاز التخطيط الكهربائي للقلب Electrocardiography , للتأكد من ارتباطها بالرجفان الأذيني للقلب.
أسباب الرجفان الأذيني
- أمراض في شريان القلب التاجي الذي يغذي عضلة القلب نتيجة التصلب الشرياني يسمونه الأطباء بنقص تروية القلب.
- صمامات القلب غير طبيعية أو جراء عيوب خلقية منذ الولادة.
- اضطرابات في وظائف الغدة الدرقية تعد من أسباب الرجفان الأذيني.
- الافراط في شرب المنبهات كالكافيين و التدخين أو الكحول.
- التهابات حادة في الرئة بسبب العدوى الفيروسية و اضطرابات في الجهاز التنفسي و ضيق التنفس أثناء النوم في الليل.
- إجراء عملية جراحية في القلب سابقا تسببت في ارتكاب أخطاء طبية .
- التقدم في السن فكبار السن أكثر عرضة لرجفان القلب الأذيني ابتداء من الستون عاما فما فوق.
- الأشخاص الذين يعانون من السمنة الزائدة.
- و أخيرا العامل الوراثي للعائلة .
و في بعض الأحيان يحدث الرجفان الأذيني دون وجود سبب, أو عامل واضح و في هذه الحالة خطورته تكون نادرة الوقوع.
آثاره على صحة الانسان
يسبب الرجفان الأذيني أخطار قلبية, و أخرى أكثر خطورة; و هي الإصابة بالسكتة الدماغية , و احتمالية الوفاة كيف يحدث ذلك؟
عند الإصابة بالرجفان الأذيني , تتوقف وظيفة التقلص و الانبساط الطبيعية للأذينين في القلب. فتأخذ في الارتعاش بدلا من الانقباض, فيحدث كسل و ضعف في تدفق الدم , فيتخثر الدم ليترسب مشكلاً جلطات دموية , و كأنها مادة صلبة في حجرة الأذينين , و عند انفلاتها عبر حجرة البطينين لضخ الدم الى أنحاء الجسم, تنتقل للدماغ مسبِبةً السكتة الدماغية, أو تنتقل الى أعضاء أخرى من الجسم فتسبب الشلل النصفي, أو جلطة في الكلى , وتؤدي إلى انسداد في الأوعية الدموية, أو ما يسمى بنقص التَّرويَّة الدموية.
يتغير معدل ضربات القلب الطبيعية; من 60 الى 100 نبضة في الدقيقة الى نبض سريع مضطرب, يتراوح من 100 الى 175 نبضة في الدقيقة. و من آثار الرجفان الأذيني , يُصاب القلب بالفشل و القصور, و يضعف الجسم تدريجيا.
التشخيص و العلاج للرجفان الأذيني
لتشخيص الرجفان الأذيني، يقوم الطبيب بمراجعة العلامات و الأعراض، عن طريق إجراء الرسم الكهربائي للقلب ECG. بوضع أجهزة الكشف و الاستشعار, على الصدر و الأطراف للمريض. لتسجيل إشارة النبض الكهربائية, واستعمال بعض الأجهزة المحمولة المتطورة لمراقبة دقات القلب, كجهاز هولتر لمدة أربعة و عشرون ساعة, الذي يعطي للطبيب نظرة عامة لإيقاع القلب, و جهاز مسجل الأحداث خلال أسابيع, أو لبضعة أشهر للكشف على أعراض سرعة نبضات القلب.
بالإضافة الى استعمال الطبيب, لعدة أجهزة مبتكرة في عملية الكشف الطبي للرجفان الأذيني, مثل جهاز مخطط صدى القلب الإلكتروني ,و هو عبارة عن عصا يحتفظ بها المريض على صدره, تقوم بتوجيه موجات صوتية للقلب, أو عن طريق إدخال أنبوب مرن عبر المريء للمريض, لإظهار نشاط القلب, و الكشف عن جلطات الدم المتخثرة في غرفة القلب. بالصورة و الفيديو لتفادي خطر السكتة الدماغية.
إجراء تحاليل الدم خاصة بالغدة الدرقية, لأنها من أحد أسباب الإصابة برجفان القلب الأذيني, و اختبار مدى الجهد الذي يتحمله المريض بممارسة بعض التمارين الرياضية الخفيفة, أو إجراء الأشعة السينية على مستوى الصدر بالصور للكشف عن حالات الرئتين.
بفضل الاستراتيجية التي ينتهجها الطبيب في التشخيص لحالة المريض, و الانتهاء من عمليات الاختبار, و مخططات صدى القلب يكون قادرا على وصف طريقة العلاج الصحيحة. ليتماثل المريض للشفاء, إما بالأدوية التي يتم من خلال تناولها التحكم في نبضات القلب , أو تقويم نظمه.
يتم تقويم نظم القلب بالصدمات الكهربائية بالمستشفى, عن طريق توجيه صدمة كهربائية الى قلب المريض, بعد تخديره باستعمال المجاذيف و الرقع الصدرية, لتوقيف نشاط القلب للحظات قصيرة. ثم مواصلة النبض للقلب مجددا, لاسترجاع إيقاعه الطبيعي و توصف للمريض الأدوية المضادة لاضطرابات ضربات القلب, أو عن طريق الحقن الوريدي للسيطرة على نوبات الخفقان الأذيني .
ومن أحسن الطرق الطبية,التي يفضلها معظم الأطباء لمعالجة رجفان القلب الأذيني: هي تمييع الدم, لأنها تضمن التقليل من خطر الجلطات القلبية و السكتة الدماغية, بإعطاء الأدوية المضادة لتخثر الدم, التي تحتوي على مادة الوارفارين (Coumadin، Jantoven). لمدة أسابيع يحددها طبيب القلب.
العملية الجراحية للقلب كآخر علاج
آخر الحلول للعلاج التي يقررها الطبيب, بعد فشل الأدوية و تقويمات نظم القلب في السيطرة على الرجفان الأذيني, هي إجراء العملية الجراحية المعروفة طبيا ; باستئصال القسطرة, بحيث يقوم الطبيب الجراح بإدخال أنابيب طويلة عبر فخذ المريض, و ترشيدها عن طريق الأوعية الدموية باستخدام ما يعرف; ببطاقة الترددات الراديوية الى مكان القلب. حيث توجد تلك البقع الدموية الخطيرة على شكل أنسجة تمدُّ إشارات كهربائية غير منتظمة, فيعمل على تدميرها تماما.
أو بجراحة القلب المفتوح الضرورية, لمعالجة الرجفان الأذيني, التي لا مفر منها لبعض المرضى الذين لا يستجيبون للعلاجات الأخرى, مثل جراحة الشريان التاجي, أو إصلاح صمامات القلب.
أحيانا يلجأ طبيب القلب بعد التشخيص الدقيق الى عملية إغلاق الأذين الأيسر, فيقوم بإدخال القسطرة و توجيهها عبر الوريد في ساق المريض الى حجرة الأذينين, و إحداث ثقب صغير في الجدار بين الحجرتين العلويتين. ثم بعد ذلك إدخال جهاز صغير يقوم بإغلاق أطراف الأذين الأيسر, بواسطة القسطرة. هذه العملية تقلل من خطر الجلطات الدموية لجل المصابين بالرجفان الأذيني, و تقتصر هذه العملية على أولئك الذين لا يعانون من مشاكل صمامات القلب, أو يتعرضون لجلطات الدم و النزيف المتزايد, و لم تنجح معالجتهم بأدوية تمييع الدم.
طرق الوقاية من الرجفان الأذيني
الوقاية خير من ألف علاج, و تبدأ الوقاية بحياة معيشية صحية بأنماط متوازنة. سواء في التغذية , أو في الجانب النفسي للإنسان لتفادي إصابة القلب بالرجفان الأذيني , و صحة الجسم من صحة القلب.
إن النظام الغذائي المعتدل والصحي للقلب, يجب فيه الابتعاد عن المعلبات الغذائية التي تحتوي على المواد الحافظة, قدر الإمكان و التقليل من استهلاك كمية الصوديوم الموجودة في الملح, و بعدم تجاوز النسبة التي يحددها الأطباء التي تقدر ب: 1500 ملغرام في اليوم للحفاظ على معدل الضغط الدموي .
تحضير الطعام بالمنزل و المفيد للقلب وقاية من الرجفان الأذيني, كالغذاء الذي يحتوي على الأوميغا3, والأوميغا6, المخفض لنسبة الكولسترول الموجود في سمك التونة, و السلمون و السردين. و التغذية على الحبوب الكاملة, و الخضر و الفواكه الغنية بالألياف, و تجنب الوجبات الخفيفة السريعة في المطاعم الشعبية, لأنها لا تخضع للتنظيم الغذائي الصحي.
الحفاظ على وزن صحي للجسم, و تفادي السمنة الزائدة, بممارسة الرياضة البدنية لحرق الدهون لمرات, أسبوعيا كالجري أو المشي في الصباح الباكر, و ركوب الدراجات الهوائية مرة واحدة على الأقل في الأسبوع.
الإقلاع عن التدخين, والتقليل من الكافيين, و تجنب شرب الكحول, والحد من التوتر و القلق و الانفعالات، حيث يمكن أن تتسبب في الإجهاد الشديد و زيادة في ضربات القلب, و الإصابة بالرجفان الأذيني.
استخدام الأدوية بناء على الوصفات الطبية، حيث تحتوي بعض أدوية البرد والسعال على منشطات. قد تؤدي إلى ضربات قلب سريعة تتسبب في بعض أعراض الرجفان الأذيني, و أخيرا تحديد مواعيد شهرية مع طبيب القلب للاطمئنان على صحة القلب.