أخر الاخبار

دعاء الاستخارة لتيسير الأمور و قضاء حوائج المؤمن


باسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على أفضل خلق الله و من والاه أما بعد:

لا شك أخي المسلم أنك عندما تقدم على عمل ما, أو تعزم على فعل شيء, لا تدري ما هو مقدر لك فيه من الخير, كإقدامك على عمل تستثمر فيه أموالك, أو أمر من أمور الدنيا, فما عليك إلا اللجوء إلى الله لاستخارته, فها هو دعاء الاستخارة بين يديك, فما عليك إلا أن تكون متأسِّيا في ذلك بالنبي صلى الله عليه و سلم.

كيف تستخير الله عز و جل


كيف تستخير الله عز و جل؟

عن جابر قال: كان النبي صلى الله عليه و سلم يعلمنا الاستخارة في الأمور , كالسّورة من القرآن: إذا همَّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين , ثم يقول : اللهم إني استخيرك بعلمك , واستقدرك بقدرتك  و أسألك من فضلك العظيم , فإنك تقدر و لا أقدرُ, و تعلم و لا أعلم و أنت علاَّم الغيُوب.

اللهم إِن كنتَ تعلمُ أنَّ هذا الأمر خير لي في ديني و معاشي , و عاقبة أمري (أو قال : عاجل أمري و آجله). فاقدُره لي .


وإِن كنتَ تعلمُ أنَّ هذا الأمر شرّ لي في ديني و معاشي, و عاقبة أمري (أو قال : عاجل أمري و آجله). فاصرِفه عني, و اصرِفني عنه,  و اقدر لي الخير حيث كان  ثم رَضِّني به, (و يُسمي حاجته التي يريدها ).

معنى الاستخارة 

 هي طلبُ تيسُّر الخير في الأمور كلها, و استخارَ الله أي; طلب منه الخير, و خارَ الله له أي; أعطاه ما هو خير.


يقول العلماء: كما جاء في الفتح, الواجب و المستحب لا يُستخارُ في فعلهما, و الحرام و المكروه لا يُستخار في تركهما, و بالتالي  انحَصرَ الأمر في المباح و في المستحب. إذا وجد تعَارُض بين أمران; أيّهما يبدأ به و يُقتصَر عليه, و العبادات و صنع المعروف لا استخارة فيها و الله أعلم.


(كان النبي يعلمنا الاستخارة في الأمور كالسورة من القرآن). و فيه تشبيه بليغ و وجههُ: عموم الحاجة في الأمور كلها إلى الاستخارة, كعموم الحاجة إلى القراءة في الصلاة.


(إذا همَّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين). إذا عزم أحدكم لفعل أمر ما من أمور الخير, كزواج أو تجارة, فليركع ركعتين من غير الفريضة.


(ثم يقول: اللهم إني أستخيرُك بعلمك). ثم بعد الصلاة, أدعوك ربي أن تشرح صدري لخير الأمرين, لأنك تعلم (بعلمك). حقائق الأمور كلها خيرها و شرها,  مصداقا لقول الله عز و جل: ((و عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم , و عسى أن تحبُوا شيئا و هو شرّ لكم , و الله يعلم و أنتم لا تعلمون )). البقرة.


(و أستقدرُك بقدرتك). أي; أستعين بالله القدير أن تجعل لي قدرة على طلبي.

(و أسألك من فضلك العظيم). أسألك من خيرك العظيم أن تمكنني من تعيين الخير.

(فإنك تقدر و لا أقدر). أنت الله القادر, و أنا العبد الضعيف لا أقدر, إلا بقدرتك و حولك و قوتك.

(و تعلم و لا أعلم). أنت ربي العالم و المحيط بجميع الأمور, الخير و الشر, و أن لا أعلم منها شيئا, إلا بإلهامك و إعلامك.

(و أنت علاّم الغيوب). أنت ربي وحدك, من يعلم الغيب, تعلم السر و ما أخفى.


(اللهم إِن كنتَ تعلمُ أنَّ هذا الأمر خير لي في ديني و معاشي). الأمر الذي هممتُ و عزمتُ عليه, إن كان هو أصلَح لي في ديني أولا, و آخرا ثم في حياتي المعيشية.


(و عاقبة أمري - أو قال: عاجل أمري و آجله -). في معادي, عاقبة الأمر و نهايته بالخير و رضا الله.


(فاقدُره لي).أيٍ; يسره لي.

(وإِن كنتَ تعلمُ أنَّ هذا الأمر شرّ لي في ديني و معاشي, و عاقبة أمري - أو قال: عاجل أمري و آجله -). إن كان هذا الأمر فيه شرّ لي في ديني و معادي, (فاصرِفه عني و اصرِفني عنه). باعد بيني و بينه, ولا تجعله في مقدوري, و اصرف خاطري عنه, و الله أعلم بأحوالنا.


(و اقدُر ليَ الخير حيث كان , ثم رضِّني به). أسألك أن تجعل لي الخير مقدورا لي حيث كان, و أن تجعلني راضيا سعيدا به, و لا أندم على طلبه منك, و لا على وقوعه, و حسن عاقبته.


(و يسمي حاجته) تُسمي حاجتك عند قولك : هذا الأمر أثناء الدعاء.

ملاحظة : استعنت في شرح الحديث من كتاب شرح صحيح الأدب المفرد للإمام البخاري من تخريج العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله .

اللهم وفقنا للصواب و لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا و الحمد لله رب العالمين , و صلي اللهم و سلم و بارك على محمد و على آله و صحبه. 

تعليقات

اعلاان




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-