أخر الاخبار

فضل الدعاء في العبادة لكل مسلم في الدنيا و الآخرة


باسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله على محمد و على آله و صحبه أما بعد:
                                               

صديقي المسلم, الدعاء هو العبادة و هو سؤال الرب جلّ و علا وحده, وهو التوجه بخشية و خشوع و قصد, و لجوء للواحد الأحد الصمد بإقبال على الله, مع إظهار العجز و الخضوع و التذلل إليه, و الاعتراف بقوته و بكبريائه, و قدرته على كل شيء و الإعراض عما سواه يعبر فيه  الداعي عن توحيد الله, فلا يرجو إلا الله و لا يخاف إلا الله و لا يعطيه ما تمنى و دعا إلاّ هو سبحانه بيده الملك و الملكوت.


ثبوت الدعاء في القرآن و السنة

ثبوت الدعاء في القرآن و السنة


قال الله عز و جل: ***(( و إذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوتي الداعي إذا دعان))*** صدق الله العظيم

و قال أيضا سبحانه و تعالى: ***((و قال ربُّكم ادعوني استجب لكم ,إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين )))** غافر

عن النعمان بن بشير , عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : *** إن الدعاء هو العبادة , ثم قرأ : **(( ادعوني أستجب لكم ))** غافر.
عن أبي هريرة , عن النبي صلى الله عليه و سلم قال:** ليس شيء أكرم على الله من الدعاء**. معناه أكثر كرامة و قدرا و أرفع درجة , فهو أحرى بالاستجابة و القبول.

عن ابي هريرة , عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: *** ما من مؤمن ينصب وجهه الى الله , يسأل مسألة إلا أعطاه إياها , إما عجّلها له في الدنيا , و إما دخرها له في الآخرة ما لم يَعجل *** 

عن ابي سعيد الخُدري , عن النبي صلى الله عليه و سلم : **ما من مسلم يدعو , ليس بإثم و لا بقطيعة رحم إلا أعطاه إحدى ثلاث , إما أن يعجِّل له دعوته , و إما أن يدَّخرها له في الآخرة , وإما أن يدفع عنه من السوء مثلها.

قال: إذا يكثر , قال : الله أكبر **.

دعاء الإثم 

 يجب أن لا يدعو المسلم بدعاء إثم فلا يقبله الله منا, و لا بقطيعة رحم كأن يدعو بالقطع و البعد عن أقاربه, و دعاء الخير  مقبول عند الله عز و جل , فيعطي الله ثلاث ; إما التعجيل في الاستجابة , أو يدَّخرها الله له في الآخرة لأنه أعلم بعبده فربما يكون أحوج إليها في الآخرة أفضل من الدنيا. 


(و إما أن يدفع عنه من السوء). يدفع بها الله عن عبده البلاء النازل عليه, سواء كان في دينه أو دنياه, أو ما يصيبه في بدنه (قال : إذا يُكثر). على كل مسلم الاكثار من الدعاء, لأن فضل الله كثير و ما يعطيه من سعة كرمه على عباده أكثر مما يعطيه مقابل الدعاء .


فلا تستعجل! أخي المسلم في الاستجابة, و أَكثر, ولا تدع الدعاء , وتيقّن بتمام اليقين أن الله يستجيب لك آجلا أم عاجلا فهو العليم الخبير.


و لما كان الدعاء من العبادة, فهو واحب علينا لتمام العبادة, و من لم يسأل الله يغضب عليه, فعن أبي هريرة , عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: ** من لم يسأل الله غضب الله عليه **.

 رضا الله من دعاء عبده

و غضب الله على عدم العبادة; إما من قنوط العبد, و إما من تكبُّره, و هما رذيلتان مذمومتان عند الله توجب غضبَهُ, و رضا الله من دعائك إليه صديقي المسلم, مصداقا لقول الله جلا و علا : ***((إن الذين يستكبرون عن عبادتي))*** أي عن دعائي, و الله يحبٌّ أن يُسْألَ و أن يٌلَحَّ عليه بالدعاء, و من لم يسأل الله فهو من المغضوبين عليهم (نعوذ برضا الله من سخطه).


 اللهم آمين و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.


تعليقات

اعلاان




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-