تتطور الإنترنت على مر السنين من قبل العلماء, والأكاديميين و الباحثين. لتصبح أداة اتصال و تواصل فعالة للأشخاص, و للشركات من جميع أنحاء العالم. فأصبحنا نسمع و نتطلع كل يوم لمعرفة كل جديد, من شأنه الرقي الى ما هو أفضل, فظهرت تقنية في عالمنا الافتراضي تلوح في الأفق; تنقلنا الى عالم خيالي يختلف عن عالم الأنترنت و التصفح عبر مواقع التواصل الذي نعيشه الآن, إنه عالم الميتافرس; الثورة القادمة لمستقبل الأنترنت الذي ينتظره العالم بفارغ الصبر.
مفهوم ميتافرس metaverse
لا يزال ميتافرس قيد التطوير و البناء, من طرف المشرفين عليه. و لا يزال غامضا بعض الشيء ,تمكنا من جمع بعض المفاهيم و المعلومات من مصادر موثوقة و سنبسطها للقراء لفهمه.
مفهومه اصطلاحا
مفهومه نظريا
هو إنشاء نظري للواقع الافتراضي, حيث يمكن للمستخدمين التحكم في ذواتهم الافتراضية في عالم غير متصل بالإنترنت, يُطلق عليه أيضًا الويب ثلاثي الأبعاد "Web 3D". وهو يسمح بالاتصالات والتفاعلات المشابهة للإنترنت، ولكن برسوم وصوت واقعيين. سيتم إنشاء metaverse بواسطة برامج مفتوحة المصدر يمكن للمستخدمين تنزيله من الإنترنت.
يُعتمد فيه على بناء أرضيات افتراضية جماعية، عن طريق تقارب الواقع المادي المحسن فعليًا والعالم الافتراضي الثابت جسديًا، بما في ذلك جمع العوالم الافتراضيةٍ (VR). والواقع المعزز(AR). والإنترنت لبناء عالم حقيقي متكامل, يُمكّن المستخدمين من التفاعل مع بعضهم البعض, والأشياء في مساحة افتراضية مُتخذين أشكالا, و صورا رمزية على مثل أفتار.
حديث العالم عن أهمية الميتافرس
لقي الميتافرس نقاشا واسعا لدى عامة الناس عن مدى أهميته, خاصة بعد اعلان رئيس شركة فيسبوك مارك زوكربيرغ. عن تحويل اسم الفيسبوك الى اسم ميتا بتاريخ 28 أكتوبر 2021. من أجل مسايرة التطور, و الثورة القادمة للأنترنت بتقنية ميتافرس.
بل ذهب طموح مارك زوكربيرغ الى أبعد من ذلك, حيث طلب عشرة آلاف موظف لشركة ميتا ليبدأ بتشغيل و انتاج تقنية الميتافرس في المستقبل القريب, عن طريق إنشاء تجارب تطبيقية على الاجتماعات الافتراضية, بنظم أفتار افتراضية أطلق عليها اسم; فيسبوك workplace.
الميتافرس يجعلك تجتمع مع أصدقائك, أو أفراد أسرتك مع أي كان حتى مع الموظفين, و من أي شركة في العالم. تستطيع مشاركتهم الاجتماعات و اللقاءات, و التحاور معهم و أنت جالس في أي مكان, و هم امامك على الطاولة إنها تقنية رائعة حتما, ننتقل من الأنترنت البطيء الى الأنترنت السريع ستكون ثورة الأنترنت المستقبلية.
باستطاعتك أن تحضر اجتماعات دولية والدروس المفيدة, محاضرات علمية, و مباريات رياضية, أي شيء يخطر ببالك و أنت في مكانك. بمجرد وضع نظارة الواقع الافتراضي على عينيك.
وسائل الميتافرس
يعتمد الميتافرس على وسائل سهلة و بسيطة وهي; وضع نظارة واقية متعددة الوظائف, سمعية و بصرية توضع على الرأس, قادرة على اكتشاف الحركات و الأصوات الجسدية أثناء تواصل الأشخاص فيما بينهم على مساحات مرئية افتراضية عبر الإنترنت.
و أبرز النظارات التي ظهرت حديثا; تسمى نظارة أوكيولاس كويس2. و تعتبر من أحدث نظارات الواقع الافتراضي لها قدرة فائقة في خداع و تأقلم العين البشرية للرؤية بالأبعاد الثلاثية, و لا يزال التطور في الاستمرار.
برنامج الميتافرس لشركات التكنولوجيا العملاقة
ستتصارع شركات التكنولوجيا العملاقة مثل; مايكروسوفت, و فيسبوك, و تتنافس لتثبت مدى قوة البرنامج الذي تقدمه في ميتافرس للمزيد من الاستحواذ على العملاء النشطين, و ذوي الشركات التجارية الضخمة.
برنامج Metaverse لشركة Microsoft
تعكف مايكروسفت حالياً على بناء برنامج ميتافرس خاص بها. سيكون في متناول الجميع و من أي جهاز في وقت وجيز في هذا العام 2022.
كما أفصحت الشركة عن خطتها من خلال مؤتمراتها, كإطلاق منتج جديد في عام 2022. و تعكف أيضا على تحديث وحدة تحكم ألعاب Xbox متناسبة مع تقنية ميتافرس.
كما أعلنت الشركة رسميا;عن منصة اتصالات أعمال جديدة لها، واتخذت "Microsoft Mesh". اسمًا رمزيًا لها, سيمكن جميع مستخدميها من إنشاء وتخصيص صور رمزية رقمية, والالتقاء في metaverse عبر فضاءات يمكن الوصول إليها من خلال أجهزة الأنترنت البسيطة دون تعقيد, و بفضل تحديثات "Mesh". الجديدة للشركة ستتمكن المؤسسات من تجهيز أرضية لعقد اجتماعات تتسم بالتواصل, و التفاعل مع التطورات و الأحداث الجارية.
وفرت هاته الشركة العملاقة في برنامجها ،حرية الوصول إلى Mesh عن طريق نظارات مايكروسوفت هولولنز (Microsoft HoloLens) الذكية بمجرد تثبيتها على الرأس تساعد على تفاعل الأجسام المادية الملموسة في العالم الحقيقي مع الواقع الافتراضي لميتافرس.
ويمكن التواصل بمنصة مايكروسوفت Mesh. عن طريق سماعات رأس VR, أو حتى الهواتف المحمولة و الأجهزة اللوحية, و الكمبيوتر باستخدام أي تطبيق يدعم الشبكة.
و بالتالي يمكننا القول بأن برنامج الشركة سينافس من أجل التميز في معركة السباق لبناء metaverse في الاتجاه الصحيح.
برنامج Metaverse لفيسبوك أقوى منصة تواصل
لقد بسط مؤسس منصة فيسبوك العملاقة مارك زوكربيرج; برنامج ميتافرس للذهن البشري بكونه تحول جذري من الأنترنت الى وسط ثلاثي الأبعاد. يعيش فيه المستخدم بفصل حواسه عن عالمه الواقعي في زمن بقائه في عالمه الافتراضي ليتحول جزءا منه.
فقامت شركة فيسبوك بإنشاء صندوق XR , للبرامج والأبحاث بقيمة خمسون دولارا لاستثمارها في مشروع ميتافرس عبر أنحاء العالم. لتطوير و بناء برنامجها في الواقع الافتراضي, والواقع المعزز بأحدث الأجهزة مثل; تطوير نظارات أوكيولاس "Oculus VR". بأحدث التقنيات.
تصميم تطبيقات للواقع الافتراضي لعقد اللقاءات, والاجتماعات في أماكن العمل، بما في ذلك تطبيقات تتفاعل مع العالم الحقيقي, و إجراء تحديثات جديدة على أستوديوهات ألعاب "BigBox VR", لمسايرة الواقع الافتراضي.
إنشاء تطبيق وركبليس workplace, التابع لفيسبوك يعتمد على الصور الرمزية بتقنية أفتار الافتراضية للأشخاص , يتم فيه التدريب على لقاءات و اجتماعات عمل افتراضية, يستطيع المستخدمين خلالها استخدام الحواسيب.
هل يوجد خطورة في استخدام الميتافرس؟
الميتافرس كواقع افتراضي رقمي, يتميز على الإنترنت التي نستخدمها الآن على أنه; عالم خيالي ليس من السهل تأمينه لكل مستخدم في هذا العالم , فالناس يختلفون في قدراتهم الشخصية و الذهنية, و في المزاج فضلا عن أعمارهم, و قد ينعكس سلبا على فئة الشباب المراهق و حتى القصر إذا غابت الرقابة الأبوية.
الاستعمال المفرط لميتافرس, أو أي نشاط مبالغ فيه على الإنترنت, قد يتسبب في الانعزال عن العالم الحسي الحقيقي, ينجر عنه تباعد في العلاقات الأسرية. فكل واحد منا يريد العيش في عالمه الافتراضي, يتجه الى مكان ما و يتواصل مع من يريد دون الالتقاء به بجسمه و شحمه و عظمه, يحضر سهرات ليلية و حفلات في أي بلد كان, متناسيا للعلاقات الأسرية والترابط الاجتماعي بين الأقرباء و الأصدقاء, وبالتالي يخلق نوع من التفكك في أفراد المجتمع و الانطواء على النفس.
يتسبب أيضا في ازدياد خطورة الاختراقات, و الاخلال بخصوصية المستخدم. واستفحال ظاهرة الجرائم الإلكترونية التي يعاني منها العالم اليوم, فحسب رأي العقلاء الباحثين في مجال التكنولوجيا الجديدة، نحتاج إلى وقت كبير لابتكار تقنيات تضمن السلامة و الأمن لتأمين الميتافرس.
و عليه ينصح بتوخي الوعي عند التعامل مع ميتافرس و عدم التغلغل فيه بشكل كبيرو المزيد من تحسيس الأطفال و المراهقين.
الحفاظ على التواصل المباشر الجماعي و الشخصي, مع جميع فئات المجتمع و تخصيص بيئات عمل تضامنية, و تآزر مع الأفراد و الاعتياد على هذا السلوك لكي لا نفتقده.
الجلوس مع الأبناء في جو عائلي, و التحاور معهم في أمورهم اليومية بعيدا عن الأجهزة السمعية و البصرية. اللجوء الى الطبيب النفسي عند الشعور بعدم السيطرة, وعدم التحكم في الأعصاب, و حالات الإدمان التي تحدث عند الاستخدام اليومي لجميع أشكال الاتصال بالعالم الافتراضي.
