في عصرنا اليوم كثرت الذنوب, و المعاصي و الخطايا, و عمّ الفساد برا و بحرا و جوا, وقلّ الاستغفار و التوبة الى الله عز وجل و كأن الحساب غير موجود, بسبب الغفلة و كثرة الفتن التي أحالت بين العبد و ربّه, فاللهم أعدنا و رُدَّنا اليك ردا جميلا.
أخي المسلم; كلُّ بني آدم خطاؤون و خير الخطَّائين التوابون, و حسن الظنِّ بالله جلا و علا بالتوبة إليه, و بذكره و الاستغفار إليه والندم على المعاصي, و النية الخالصة بعدم العودة الى ارتكاب الذنوب. فالله لطيف بعباده و رؤوف رحيم يغفر الذنوب.
يحتوي الحديث على جميع أنواع التوبة, وفيه اجتماع توحيد الربوبية و الألوهية, فهو سيد الاستغفار وفيه فضل الاستغفار و الاكثار منه. بخلاف الدعاء فالاستغفار أولا, ثم التضرع بالدعاء, تأسيًا بهدي الرسول صلى الله عليه و سلم , إقرار العبد الضعيف, و استسلامه لله عز و جل (خلقتني و أنا عبدك). أنا مخلوقك من عبادك و ناصيتي بيدك, ووفيٌّ بعهدك و وعدك قدر ما أستطيع وأقِرُّ لك ياربي بربوبيتك و وحدانيتك.
و التيقن بيوم الحشر و الحساب, و لقاء الله سبحانه و تعالى و وعده. بأننا نموت و لا نشرك به شيئا, فحقُّ الله عز وجل أن يُعبد و لا يُشرك به شيئا , و حق عباده عليه أن لا يعذبهم و يدخلهم الجنة رحمة من عنده , و التعوذ بالله مما نصنع من الذنوب و العجز و التقصير في عبادة الله, و الاعتراف و الإقرار بنعمة الله علينا, و طلب المغفرة من عنده لأن الله يتقبل الطاعات و يعفو و يصفح.
و من مات على قول سيد الاستغفار قبل أن يمسي أو يصبح, وجبت له الجنة رحمة من عند الله – جعلنا الله و إياكم أحبتي في الله من أهل الجنة-.
كيفية الاستغفار
وفي حديث ابن عمر سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول : ** توبوا الى الله , فإني أتوب إليه كل يوم مئة مرة **
عن عائشة رضي الله عنها قالت: صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم الضُّحى , ثم قال: اللهم اغفر لي , و تب عليَّ , إنك أنت التواب الرحيم ** حتى قالها مئة مرة.
هذه الأحاديث إخواني; تبين هدي حبيبنا و شفيعنا صلى الله عليه و سلم في الاستغفار, كان يستغفر مئة مرة كل يوم, و قالها بعد صلاة الضحى مئة مرة, فاحرص صديقي المسلم بالاقتداء بسنة نبينا عليه الصلاة و السلام.