باسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على أشرف خلق الله أما بعد:
خصلتان من فضائل الذكر الرفيعة
خِلَّتان: و هما خصلتان من فضائل الذكر الرفيعة, يخبرنا الرسول صلى الله عليه و سلم أن من حافظ عليهما دخل الجنة, و يسيرتان أي ليست فيهما مشقة من يعمل بهما.
(و من يعمل بهما قليل). فلما سئل عنهما قال: يكبّر أحدكم في دبر كل صلاة عشرا أي; عقب كل صلاة مكتوبة, و يحمد عشرا, و يسبح عشرا ,فيصبح عددها مائة و خمسون على اللسان أي; حاصله من عملية الضرب ثلاثين في خمسة (الصلوات المكتوبة الخمسة) في اليوم و الليلة.
التسبيح باليد اليمنى
اعلم أخي المسلم يرحمك الله; أن الله يضاعف الأجر فكل حسنة بعشر أمثالها, فتصبح ألف و خمسمائة في الميزان ,و يروي عبد الله بن عمرو أنه رأى النبي صلى الله عليه و سلم يعدهن بيده و المراد باليد اليمنى, كما ورد في صحيح سنن أبي داود من حديث لعائشة رضي الله عنها : كانت يد رسول الله صلى الله عليه و سلم اليمنى لطهوره و طعامه, و كانت يده اليسرى لخلائه و ما كان من أذى.
فنفهم أن اليد اليمنى; أحق بالتسبيح من الطعام وهذا أدبُ رفيع في كيفية الذكر عند حبيبنا و شفيعنا صلى الله عليه و سلم, فعليك صديقي المسلم أن تخُصّ الذكر باليمنى دون اليد اليسرى, تأسيا بخير خلق الله و لتنعم بفضائل الذكر هذه الخصلة الأولى.
الخصلة الثانية
أما الخصلة الثانية;(و إذا أوى إلى فراشه). تسبح ثلاثا و ثلاثين, و تحمده ثلاثا و ثلاثين, و تكبره أربعا و ثلاثين, فتلك مائة على اللسان و تضاعف في الميزان, فتصبح ألفُ فالحسنة بعشرة أمثالها.
(فأيكم يعمل في اليوم و الليلة ألفين و خمسمائة سيئة؟). و المعنى: أن من يذكر بهذه الكلمات الرفيعة دبر كل صلاة مكتوبة, و عند الاضطجاع. فاز على ألفين و خمسمائة حسنة فيعفى عنه بعدد كل حسنة سيئة.
قيل : يا رسول الله ! كيف لا يحصيهما ؟ قال: يأتي أحدكم الشيطان في صلاته, فيذكره حاجة كذا و كذا, فلا يذكره.
خصلتان يسيرتان; و من يعمل بهما قليل, و السبب في ذلك الشيطان الرجيم العدو للإنسان, يأتي أحدكم في صلاته فيذكره بحاجة من حوائج الدنيا فيستعجلك, و لا تذكرها أو ينوّمُك قبل أن تقولها فاحذره!, و تعوذ بالله منه أخي المسلم يرحمك الله, يقول الله عز وجل :
***(( إن الشيطان للإنسان عدو مبين ))***