في كسبها بركة; يُهدى و يُأكل منها الكثير يوميا عند عامة الناس, خاصة عند المسلمين, و من يكسبها ينعم بالرزق و المال الوفير و ينعم أهلها بالسكينة و الطمأنينة, والعزّ و الوقار, أوصانا بها الرسول صلى الله عليه و سلم , و ذكرها السلف الصالح و رواة الحديث , هي من الأعمال الشريفة للأنبياء, هل عرفتها صديقي المسلم؟.
بركة الأغنام
نعم! إنها الغنم البركة; في لحمها وصوفها و حليبها و سمنها الغني المفيد لصحة الإنسان, و فيها العزّ و الجاه , و الرزق و المال و في الحديث الشريف. تفضيل أهل الغنم على الإبل كيف لا؟ و قد بُعثوا الأنبياء و هم رعاة لها, كموسى عليه السلام و داود و خير خلق الله صلى الله عليه و سلم كان يرعى غنما لأهله بأجياد (و هو مكان في مكة يلي الصفا).
الحكمة من رعي الأنبياء للغنم
و لا ننسى إخواني, الحديث فيه فضيلة أخلاقية و شريفة, و أدبُ رفيع, و هو تواضع الأنبياء, و رعيهم للغنم , كما جاء أيضا في (صحيح المصنّف): عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: ** ما بعث الله نبيا إلاّ رعى الغنم , فقال أصحابه : و أنت ؟ فقال : نعم كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة **
و القيراط فسّره العلماء; أنه جزء من الدينار أو الدرهم, و جاء في قول العلماء: ارتباط الأنبياء برعي الغنم قبل النبوّة له أهداف و أحكام من ذلك; و هو القيام برعاية أمر الأمّة, لما يكتسبونه من الحلم و الشفقة, لأنهم صبروا على رعيها و جمعها بعد تفرقها, و الحرص على نقلها من مكان الى مكان. حيث يوجد مرتعها من العشب و الماء, و دفع عدوّها كالذئب, و السبع و السارق, فألفوا من ذلك الصبر على الأمة, و الرفق بها بالمعاملة الحسنة و اللين.
الصلاة في مُراح الغنم
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ** صلّوا في مُراح الغنم و امسحوا رغامَها , فإنها من دوابّ الجنة ** صحيح مرفوعا.الحديث فيه الحث على مسح الرّغام, و هو التراب و قيل أيضا; مسح ما سال من أنفها إكراما و رعاية لها, و جواز الصلاة في مُراحها أي في مأواها, وأنها من دواب الجنة و هذه صفة حميدة أخصّها الله بها, و لها أهميّة في المعيشة, و ما تقوم به من سدّ الحاجات ما لا يسدّ غيرها.
عن ابن عباس قال: عجبتُ للكلاب و الشّاء, إن الشّاء يُذبح منها في السنة كذا و كذا, و يُهدى كذا و كذا, و الكلب, تضع الكلبة الواحدة كذا و كذا, و الشّاء أكثر منها.
تأمل أخي المسلم! تعجب ابن عباس رضي الله عنهما من تكاثر الكلاب, و توالدها, و مع ذلك فهي أقل عددا من الشّاء. التي يُذبح و يُهدى منها الكثير, فهذا بيان على بركتها. لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم : *** اتخذوا الغنم , فإن فيها بركة **. تأمل و تدبر صديقي المسلم! في خلق الله و بديع قدرته في تنزيل بركاته.
فيه أدبُ رفيع, من عمر بن الخطاب رضي الله عنه و هو سؤال ولاة الأمر عن الرعية, و أحوالهم الاجتماعية و المالية, و فضيلة التناصح, و إفادتهم بما ينفعهم من الرزق و المال الحلال, و يظهر ذلك في نصحه باتخاذ الحرث لإنتاج الزرع و الثمار, و السّابياء; و هي إنتاج المواشي بكثرة, من قبل أن تليًكم غلمة قريش, يوصي عمر رضي الله عنه أبا ظبيان, الأخذ بأسباب العزّة و اصطناع المال و الإكثار من المواشي.