أخر الاخبار

آداب تحية السّلام وأحكامها في الإسلام

باسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على رسول الله خير خلق الله و بعد:

قال الله عز و جل **( و إذا حُيِّيتم بتحية فحيُّوا بأحسن منها أوردوها)**

تحية السّلام و ثوابها


تحية السّلام و ثوابها


عن أبي هريرة : أنَّ رجلا مرَّ على رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو في مجلس فقال : السلام عليكم فقال: *عشر حسنات* فمرَّ رجل آخر فقال السلام عليكم و رحمة الله , فقال : * عشرون حسنة * فمرَّ رجل آخر فقال:السلام عليكم و رحمة الله و بركاته , فقال :* ثلاثون حسنة * فقام رجل من المجلس و لم يسلم , فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم:* ما أوشك ما نسي صاحبكم ! إذا جاء أحدكم المجلس فليُسلِّم , فإن بدا له أن يجلس فليجلس و إذا قام فليسلِّم , ما الأولى بأحق من الآخرة *


عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: * إن السلام اسم من أسماء الله تعالى وضعه الله في الأرض , فافشوا السلام بينكم*.

أخي المسلم; إن السَّلام اسم من أسماء الله الحسنى, و تحية الإسلام لها فضل كبير. تنال منها الحسنة بدرجات أكبر كلما زدت عليها, وتجلب لك المودَّة و المحبة بين المسلمين, فأحرص يرحمك الله عند قدومك لأي مجلس, أو أي جمع من إخوانك أن تلقيها كاملة : السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته, و بأدب لتنال الثلاثين حسنة.


 و يعلمنا أيضا نبينا صلى الله عليه و سلم, أدب السّلام عند قيامك من مجلسك, قبل أن تفارقه أن تسلِّم أيضا. ما الأولى بأحقّ من الآخرة أي; التسليمة الأولى ليست بأولى, و لا أليق من الآخرة. و جاء في تفسير العلماء; أن التسليمة الأولى تخبر فيها حضور المجلس عن سلامتهم من شَرِّك, و الثانية سلامتهم من شَرِّك عند الغيبة.


وليست السلامة عند الحضور, أولى من السلامة عند الثانية, كما أنه يجب على الجماعة ردَّ السلام على الذي يسلم عند المفارقة.  صديقي المسلم لعلَّك أدركت أن السًّلام أثناء مغادرة المجلس; أدب يكاد متروكا عند البعض و أوجب علينا إحياءه.


تسليم الماشي على القاعد


عن عبد الرحمن بن شبل قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: * ليسلِّم الراكب على الراجل , و ليسلِّم الراجل على القاعد, وليسلِّم الأقلُّ على الأكثر , فمن أجاب السلام فهو له و من لم يجب فلا شيء له *.

بمعنى لا شيء له من الأجر و الثواب من امتنع عن رد السلام و ردها واجب على كل مسلم سمعها.


آداب السّلام

كذلك من آداب تحية السّلام; تسميعها أي: رفع الصوت أثناء إفشائها لسماعها, و يستثنى في ذلك عند الدخول على مجلس فيه أيقاظ و نيَّام. فالسنة كما قال العلماء أن تسمع اليقظان, و لا تسمع النائم. و روي عن المقداد بن الأسود أنه كان النبي صلى الله عليه و سلم يجيء من الليل فيسلم تسليما لا يوقظ نائما, و يسمع اليقظان. كان عليه الصلاة و السلام يتوسط في إلقاء السلام بين الرفع و المخافتة, يراعي حال النائم فلا يزعجه و يعطي حق اليقظان يسمعه السلام .


كذلك من أدب السّلام في الإسلام; استعمال الطيب بدهن اليدين برائحة طيبة لأنه من تمام التحية أن تصافح أخاك كما روي عن ثابت البناني : أن أنسا; كان إذا أصبح دهن يده بدهن طيب, لمصافحة إخوانه.


التسليم بالمعرفة 

عن عبد الله بن عمرو: أن رجلا قال: يا رسول الله! أي الإسلام خير ؟ قال: * تطعم الطعام , و تقرئ السلام على من عرفت و من لم تعرف *.


إشارة الى تعميم إلقاء السلام على عامة المسلمين كافة, و أن لا تخص بها أحدا دون أحد, لأن المؤمنون كلهم إخوة. نعم! صديقي المسلم هذا أدب رفيع ينبغي عليك تذكره, و العمل به  يكاد مهجورا بين المسلمين في يومنا هذا!.


نختم موضوعنا بدعاء الرسول صلى الله عليه و سلم: اللهم إني أسألك العافية في الدنيا و الآخرة ,اللهم إني أسألك العفو و العافية في ديني و دنياي و أهلي و مالي, اللهم استر عوراتي و أمن روعاتي , اللهم احفظني من بين يدي و من خلفي و عن يميني و عن شمالي و من فوقي , و أعوذ بعظمتك أن أُغتال من تحتي .
تعليقات

اعلاان




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-